الاثنين، 15 يوليو 2013

"القولبه"

إن لم تكن معي فـ أنت ضدي 
تلك المقولة الشهيرة التي لايكاد يخلو منها نقاش بل أصبحت كلمة أساسية يختم بها البعض حديثه، 
دائماً ماتوحي لي تيك المقولة ب(القولبه) قد يسأل كل واحد نفسه و ماذا تعني ؟! القولبة يا فضلاء هي أن تضع كل شخص في قالب وتجعل منه تابع لحزب أو فئة معينة وتستمتع بذلك ولايهنأ لك بال إذا رأيت شخص" يتملص" من قالبة وتشير إليه بـ أصابع الأتهام بأنه إما متناقض أو منافق ، إلا أنني أصنفها أحد الأمراض العقلية الفتاكه إضافة الى كونها نسق ثقافي لدى المجتمعات العربيه خاصة ،فـ دورها الأساسي يكمن في نبذ التعدديه الفكرية وتقبل وجهات النظر المختلفة وتعمل جاهده على تعزيز التقليد والتطابق لتصنع نمطاً سائداً،أي في حال صُنفت إسلامياً بالضرورة أنت في نظرهم غير متفتح وعنجهي وربما همز بعضهم بأنك "شبه أرهابي" وبالتالي لن يقبل قولك مهما كان منطقياً وفي حال صُنفت غير إسلامي سيجري عليك هذا الأمر تبعاً للرؤية العامة لذا هو على المجتمعات أخطر من المرض العقلي ذاته لأنه يضع على عين السليم_ الذي يجب أن يخدم مجتمعه ويشارك في بناءه_ غشاء يمنعة من رؤية الحق أو حتى البحث عنه فحين نريد الفكاك من فخ القولبه يجب أن نمتلك القدره على تجريد القول من قائله وننظر إليه مجرداً إن كان باطلاً نرده وإن يكن حقاً فالأولى أخذه وعندما نرضى بتفشي هذه العله ولانحترز منها  يعني أن نتقبل مايجري بين أفراد المجتمع من تشنجات وتحزبات وبغض المسلم لأخيه وصنع المكائد له فتكون القولبه أهتمامنا الأول والأخير والتي لاتقدم  لنا نفعاًبـ قدر ما تكسبنا من الضر
فكيف نجهل بأن الاختلاف يفضي الى التكامل وأن التماثل لايعيش ولايدوم !!كيف لمجتمع أن ينهض إذا كان الفرد منا تؤرقه الأراء المخالفه!! فيكرس جهده لتغلب عليها بدلا من مجانبتها والمضي قدماً أجزم أن الكثير أشغلته توافهه الأمور عن أصولها يضيع عمر الفتى بالرد على هذا وألجام ذاك وقد غفل عن نفسه، يزعم كل واحد منهم بأن مايفعله هو خدمه للمجتمع  وسعي في سبيل تطوره وإن سُئل ماذا قدمت ؟! ألتزم الصمت 

*"فلو كل كلب عوى القمته حجراً...لأصبح الحجر مثقالاً بدينارِ"

شغلتنا القولبه عن التقدم وصدقنا كذبه التماثل أساس البناء فسعينا لنطابق عقول الناس ببعضها ولم نفكر يوماً أن نعمل ونثبت صحة مانحن عليه بالتشييد على أرض الواقع بدلاً من التنظير نظن بأننا نبني ولكن في الحقيقه نحن نهدم ، هناك مقوله لعلي بن ابي طالب الصحابي الجليل وابن عم الرسول عليه الصلاه والسلام قال فيها"لايعرف الحق بالرجال اعرف الحق تعرف أهله" وهذا قول يوحي لك مباشرةً بأن الواجب عليك النظر للحق قبل انت تنظر لمن صدر عنه وكون الرجل في نظرك لاينتمي للحزب الذي تميل له لايعني ان يكون كاذباً على باطل فالحكمه أنى وجدت يجب أن تؤخذ



وأخيراً تذكر : بإن التصنيف يعمي بصرك عن الحقيقة ويؤدي الى صراع يضعف الأمه وينخر في جوفها حتى تهلك ولاتقل انا المصلح  وانت المفسد فالحضاره لايصنعها فرد بل افراد ولا رائي بل هي أراء


،،،