السبت، 13 ديسمبر 2014

صعوبات التعلم عن كثب

تصف أدبيات التربية الخاصة صعوبات التعلـّم بأنها إعاقة خفية محيرة، فالأطفال الذين يعانون من هذه الصعوبات يمتلكون قدرات تخفي جوانب الضعف في أدائهم، فهم قد يسردون قصصا ً رائعة بالرغم من أنهم لا يستطيعون الكتابة ، وهم قد ينجحون في تأدية مهارات معقدة جدا ً رغم أنهم قد يخفقون في اتباع التعليمات البسيطة ، وهم قد يبدون عاديين تماما ً وأذكياء ليس في مظهرهم أي شي ء يوحي بأنهم مختلفين عن الأطفال العاديين، إلا أن هؤلاء يعانون من صعوبات جمة في تعلـّم بعض المهارات في المدرسة، فبعضهم لا يستطيع تعلـّم القراءة ، وبعضهم عاجز عن تعلـّم الكتابة، وبعضهم الآخر يرتكب أخطاء متكررة ويواجه صعوبات حقيقية في تعلـّم الرياضيات , ولأن هؤلاء الأطفال ينجحون في تعلـّم بعض المهارات ويخفقون في تعلـّم مهارات أخرى ، فإن لديهم تباينا ً في القدرات التعليمية، وهذا التباين يوجد بين التحصيل والذكاء ، ولذلك يشير الأخصائيون إلى أن المشكلة الرئيسية المميزة لصعوبات التعلـّم هو التفاوت بين الأداء والقابلية .
و لقد استخدمت الكثير من المصطلحات قبل استخدام مصطلح صعوبات التعلـّم لوصف أولئك الأطفال الذين لا تتناسب نماذج سلوكياتهم وتعلمهم مع فئات الإعاقة الموجودة ، حيث فرض التوجه النظري لكل متخصص المصطلح الذي يفضله ، إلا أن تلك التسميات كانت تحمل معان ٍ قليلة ، إذ يمكن استخدام أحد المصطلحات ليشير إلى سلوكيات عدة مختلفة ، أو قد تصف مصطلحات مختلفة نفس السلوكيات .
لقد كان مصطلح الإصابة المخية أو الدماغية أول مصطلح حاز على قبول عام ، ولكن الفحوصات لم تظهر وجود إصابة دما غية لدى كثير من الحالات ، وتبين عدم مناسبته للتخطيط التربوي ، وكان مثار نقد وهجوم من قبل الكثيرين ، وحين تم إعادة تعريف هؤلاء الأطفال على أن لديهم خللا ً وظيفيا ً مخيا ً بسيطا ً ، فقد واجه ذلك المصطلح نقدا ً مشابها ً للمصطلح السابق .
وأدى التحول للبعد التربوي استخدام مصطلح صعوبات التعلـّم ، إذ أبرز هذا المصطلح جوانب قوة وضعف الفرد دون الحاجة لإثبات وجود خلل في النظام العصبي المركزي .
ويفترض التعريف الفيدرالي الحالي لصعوبات التعلـّم – كما سنرى – أن التباين الشديد بين التحصيل المتوقع والفعلي ، ينتج عن صعوبة في معالجة المعلومات وليس نتاج اضطراب انفعالي ، عقلي ، بصري ، سمعي ، حركي أو بيئي ويمكن أن تكون صعوبة التعلـّم مصاحبة لهذه الحالات .
تعريف صعوبات التعلم :
بعد معرفة تاريخ تطور مفهوم صعوبات التعلـّم ، يتوقع ظهور أكثر من تعريف وذلك لتنوع المجالات التي تناولت ظاهرة عدم قدرة كثير من التلاميذ على التعلـّم بشكل طبيعي رغم توفر القدرات العقلية اللازمة للتعلـّم، وسلامة قنوات الإحساس كالبصر والسمع، وإتاحة فرص التعليم العام، بالإضافة إلى الاتزان العاطفي والحياة الاجتماعية والاقتصادية العادية .
إن ما حصل هو بالفعل ما كان متوقعا ً، حيث أخذ العلماء في وضع تعاريف اتصفت بالتنوع ، فمنها ما يميل إلى الاهتمام بالنواحي التربوية لهذه الظاهرة ، ومنها ما يميل إلى مجالات العلوم الأخرى ، وأشهرها المجال الطبي، وعلى الرغم من اختلاف العلماء في صياغة التعريفات إلا أنهم يتفقون على خصائص التلاميذ الذين لديهم صعوبات تعلـّم ، ولم يقتصر الأمر على في التعريف على الجهات الرسمية بل كان للجمعيات والمؤسسات الخيرية والتطوعية دور كبير في تعريف صعوبات التعلـّم ، وبناء على تنوع مصادر الاهتمام واختلاف أهدافه حظي مجال صعوبات التعلـّم بتعريفات كثيرة ومتعددة ومن أبرز تلك التعريفات :
تعريف الحكومة الاتحادية الأمريكيه :
إن الأطفال ذوي صعوبات التعلـّم هم أولئك الأطفال الذين يعانون من اضطراب في واحدة أو أكثر من العمليات السيكولوجية الأساسية المتضمنة في فهم أو استخدام اللغة المنطوقة أو المكتوبة ، وهذا الاضطراب قد يتضح في ضعف القدرة على الاستماع ، أو التفكير أو التكلم ، أو الكتابة ، أو التهجئة ، أو الحساب . وهذا الاضطراب يشمل حالات الإعاقة الإدراكية والتلف الدماغي ، والخلل الدماغي ، والخلل الدماغي البسيط ، وعسر الكلام ، والحبسة الكلامية النمائية .
وهذا المصطلح لا يشمل الأطفال الذين يواجهون مشكلات تعلميه ترجع أساسا ً إلى الإعاقات البصرية أو السمعية أو الحركية أو الاضطراب الانفعالي أو الحرمان البيئي أو الاقتصادي أو الثقافي .
فاعتمدنا التعريف السابق الذكر ، لأن هذا التعريف قد جمع خصائص وعناصر اتفق عليها معظم الأخصائيين العاملين في هذا الميدان .
المحكات المستخدمة للحكم على وجود صعوبات التعلـّم :
هناك عدد من المحكات التي يتم اعتمادها واللجوء إليها للحكم على الطالب، وفي حالة توافرها غالبا ً ما يحكم على الطفل / الشخص بانتمائه لفئة ذوي صعوبات التعلـّم، وهذه المحكات هي :
1. محك التباعد:
ويقصد به تباعد المستوى التحصيلي للطالب في مادة عن المستوى المتوقع منه حسب حالته وله مظهران:
أ/ التفاوت بين القدرات العقلية للطالب والمستوى التحصيلي.
ب/ تفاوت مظاهر النمو التحصيلي للطالب في المقررات أو المواد الدراسية.
فقد يكون متفوقا في الرياضيات، عاديا في اللغات، ويعاني صعوبات تعلم في العلوم أو الدراسات الاجتماعية، وقد يكون التفاوت في التحصيل بين أجزاء مقرر دراسي واحد ففي اللغة العربية مثلا قد يكون طلق اللسان في القراءة، جيدا في التعبير، ولكنه يعاني صعوبات في استيعاب دروس النحو أو حفظ النصوص الأدبية .

2. محك الاستبعاد:
حيث يستبعد عند التشخيص وتحديد فئة صعوبات التعلم الحالات الآتية: التخلف العقلي ـ الإعاقات الحسية ـ المكفوفين ـ ضعاف البصر ـ الصم ـ ضعاف السمع ـ ذوي الاضطرابات الانفعالية الشديدة مثل الاندفاعية والنشاط الزائد ـ حالات نقص فرص التعلم أو الحرمان الثقافي.

3. محك التربية الخاصة:
ويرتبط بالمحك السابق ومفاده أن ذوي صعوبات التعلم لا تصلح لهم طرق التدريس المتبعة مع التلاميذ العاديين فضلا عن عدم صلاحية الطرق المتبعة مع المعاقين ، و إنما يتعين توفير لون من التربية الخاصة من حيث (التشخيص والتصنيف والتعليم) يختلف عن الفئات السابقة.

4. محك المشكلات المرتبطة بالنضوج:
حيث نجد معدلات النمو تختلف من طفل لآخر مما يؤدي إلى صعوبة تهيئته لعمليات التعلم فما هو معروف أن الأطفال الذكور يتقدم نموهم بمعدل أبطأ من الإناث مما يجعلهم في حوالي الخامسة أو السادسة غير مستعدين أو مهيئين من الناحية الإدراكية لتعلم التمييز بين الحروف الهجائية قراءة وكتابة مما يعوق تعلمهم اللغة ومن ثم يتعين تقديم برامج تربوية تصحح قصور النمو الذي يعوق عمليات التعلم سواء كان هذا القصور يرجع لعوامل وراثية او تكوينية أو بيئية ومن ثم يعكس هذا المحك الفروق الفردية في القدرة على التحصيل.

5. محك العلامات الفيورولوجية:
حيث يمكن الاستدلال على صعوبات التعلم من خلال التلف العضوي البسيط في المخ الذي يمكن فحصه من خلال رسم المخ الكهربائي وينعكس الاضطراب البسيط في وظائف المخ في الاضطرابات الإدراكية ( البصري والسمعي والمكاني، النشاط الزائد والاضطرابات العقلية، صعوبة الأداء الوظيفي (
ومن الجدير بالذكر أن الاضطرابات في وظائف المخ ينعكس سلبيا على العمليات العقلية مما يعوق اكتساب الخبرات التربوية وتطبيقها والاستفادة منها بل يؤدي إلى قصور في النمو الانفعالي والاجتماعي ونمو الشخصية العامة .
الأسباب المؤدية لصعوبات التعلـّم :
تعتبر عملية التعرف إلى الأسباب المؤدية إلى صعوبات التعلـّم ، عملية صعبة ولكن الباحثين في هذا الميدان يقسمون تلك الأسباب إلى مجموعة من الأسباب قد تتمثل في :
• إصابات الدماغ .
• الاضطرابات الانفعالية .
• نقص الخبرة .

كما يقسم مجموعة أخرى من الباحثين أسباب صعوبات التعلـّم إلى مجموعات من العوامل المختلفة ، يمكن تقسيمها إلى :
• العوامل العضوية والبيولوجية :
يشير الأطباء إلى أهمية الأسباب البيولوجية لظاهرة صعوبات التعلـّم ، وتحدث إصابة الدماغ هذه والتي تعني التلف في عصب الخلايا الدماغية إلى عدد من العوامل البيولوجية أهمها التهاب السحايا ، والتسمم أو التهاب الخلايا الدماغية والحصبة الألمانية ونقص الأكسجين أو صعوبات الولادة ، أو الولادة المبكرة ، أو تعاطي العقاقير ، ولهذا يعتقد الأطباء أن هذه السباب قد تؤدي إلى إصابة الخلايا الدماغية .
• العوامل الجينية :
تشير الدراسات الحديثة في موضوع أسباب صعوبات التعلـّم إلى أثر العوامل الجينية الوراثية .
• العوامل البيئية :
تعتبر العوامل البيئية من العوامل المساعدة في موضوع أسباب صعوبات التعلـّم ، وتتمثل في نقص الخبرات التعليمية وسوء التغذية ، أو سوء الحالة الطبية أو قلة التدريب أو إجبار الطفل على الكتابة بيد معينة ، وبالطبع لابد من ذكر نقص الخبرات البيئية والحرمان من المثيرات البيئية المناسبة .

أنواع صعوبات التعلـّم :
من الممكن تصنيف صعوبات التعلـّم إلى :
1. صعوبات تعلم نمائية :
وهي تتعلق بنمو القدرات العقلية والعمليات المسئولة عن التوافق الدراسي للطالب وتوافقه الشخصي والاجتماعي والمهني وتشمل صعوبات (الانتباه ـ الإدراك ـ التفكير ـ التذكر ـ حل المشكلة) ومن الملاحظ أن الانتباه هو أولى خطوات التعلم وبدونه لا يحدث الإدراك وما يتبعه من عمليات عقلية مؤداها في النهاية التعلم وما يترتب على الاضطراب في إحدى تلك العمليات من انخفاض مستوى التلميذ في المواد الدراسية المرتبطة بالقراءة والكتابة وغيرها.
2. صعوبات تعلم أكاديمية :
وهي تشمل صعوبات القراءة والكتابة والحساب وهي نتيجة ومحصلة لصعوبات التعلم النمائية أو أن عدم قدرة التلميذ على تعلم تلك المواد يؤثر على اكتسابه التعلم في المراحل التعليمية التالية .

الخصائص النفسية والسلوكية لذوي صعوبات التعلـّم :
يتفق معظم الباحثين على أن هؤلاء الأطفال / الأفراد يتمتعون بقدرات عقلية عادية ، إلا أن ذلك لا يمنع حدوث مشكلات في التفكير والذاكرة والانتباه لديهم ، وبالنسبة للتحصيل الأكاديمي فهو يعتبر جانب الضعف الرئيس لديهم . مع أن الأخصائيين لا يجمعون على معيار محدد لتدني التحصيل بهدف تشخيص صعوبات التعلـّم ، إلا أن الأدبيات تنوه عادة إلى ضرورة أن يكون التدني في التحصيل بمستوى سنتين دراسيتين كحد أدنى .

ومن الممكن أن نحدد عددا ً من الخصائص النفسية والسلوكية التي يظهرها ذوي صعوبات التعلـّم :
1- النشاط الزائد
2. الضعف الادراكي - الحركي
3. التقلبات الشديدة في المزاج
4. ضعف عام في التآزر
5. اضطرابات الانتباه
6. التهور
7. اضطرابات الذاكرة والتفكير
8. مشكلات أكاديمية محددة في الكتابة ، القراءة ، الحساب ، والتهجئة
9. مشكلات في الكلام والسمع ( مشكلات لغوية )
10.علامات عصبية غير مطمئنة .

أهم أدوات القياس والتشخيص المتوافرة عالميا ً للكشف عن ذوي صعوبات التعلـّم
لقد ساهمت العديد من العلوم في تفسير وقياس وتشخيص حالات الأطفال ذوي صعوبات التعلـّم ، كعلوم الطب ، والعصاب ، والسمعيات ، والبصريات ، والجينات ، وعلم النفس ، والتربية الخاصة ، إذ ساهم كل علم من العلوم السابقة في تفسير ظاهرة صعوبات التعلـّم ' إذ فسرت العلوم الطبية هذه الظواهر من وجهة نظر طبية ترتبط بالأسباب المؤدية إلى مظاهر صعوبات التعلـّم ، في حين فسرت العلوم الإنسانية هذه الظاهرة من حيث العوامل البيئية المؤدية إلى حدوث حالات صعوبات التعلـّم ، كما ساهمت كل منهما في قياس وتشخيص هذه الظاهرة ، إذ يتضمن التشخيص الطبي دراسة الحالة أو أسبابها الوراثية والبيئية ، وخاصة حالات التلف الدماغي المصاحبة لحالات صعوبات التعلـّم ، في حين يتضمن التشخيص النفسي والتربوي التركيز على قياس مظاهر تلك الحالات وخاصة المظاهر اللغوية ، و التحصيلية ، و الإدراكية ، والعقليه .

أولا ً : طريقة دراسة الحالة :
حيث تزود هذه الطريقة الأخصائي بمعلومات جديدة عن نمو الطفل ، وخاصة فيما يتعلق بمراحل العمر والميلاد ، والوقت الذي ظهرت فيه مظاهر النمو الرئيسية الحركية كالجلوس والوقوف والتدريب على مهارات الحياة اليومية ، والأمراض التي أصابت الطفل .

ثانيا ً : الملاحظة الإكلينيكية :
تفيد في جمع المعلومات عن مظاهر صعوبات التعلـّم لدى الطفل ، وتستخدم للتعرف على المشكلات اللغوية والمشكلات المتعلقة بالمهارات السمعية أو البصرية ، ومن المظاهر الرئيسية التي يتم التعرف إليها بالملاحظات الإكلينيكية ، هي :
1. مظاهر الإدراك السمعي ؛
2. مظاهر اللغة المنطوقة ؛
3. مظاهر التعرف إلى ما يحيط بالطفل ( البيئة المحيطة ، العلاقات بين الأشياء ، اتباع التعليمات )
4. مظاهر الخصائص السلوكية ؛
5. مظاهر النمو الحركي .

ثالثا ً : الاختبارات المسحية السريعة :
تسمى هذه الاختبارات بالاختبارات المسحية السريعة ، وذلك لأنها تهدف إلى التعرف السريع إلى مشكلات الطفل المتعلقة بصعوبات التعلـّم ، وهذه الاختبارات هي :
1. اختبار القراءة المسحي
2. اختبار التمييز القرائي
3. اختبار القدرة العديية

رابعا ً : الاختبارات المقننة :
تقدم الاختبارات المقننة تقييما ً لمستوى الأداء الحالي لمظاهر صعوبات التعلـّم ، كما تحدد تلك الاختبارات البرنامج العلاجي المناسب لجوانب الضعف التي تم تقييمها ، ومنها :
o مقياس الينوي للقدرات السيكو - لغوية .
o مقياس ما يكل بست للتعرف إلى الطلبة ذوي صعوبات التعلـّم
o مقياس مكارثي للقدرات المعرفية
o مقياس درل السمعي القرائي
o مقاييس ديترويت للاستعداد للقلم
o مقاييس سلنغر لاند للتعرف على الأطفال ذوي صعوبات التعلـّم
o مقياس ماريان فروستج للإدراك البصري
o اختبارات التكيف الاجتماعي
1. اختبار فايلند للنضج الاجتماعي
2. اختبار الجمعية الأمريكية للتخلف العقلي والخاص بالسلوك التكيفي .
وسنحاول فيما يلي أن نبين نموذج عما تدرسه هذه الاختبارات ، وعما تحتوي عليه من فقرات ومواد ، حيث اخترنا لبيان ذلك كلا ً من :
o اختبار الينوى للقدرات السيكو - لغوية
o اختبار ما يكل بست للتعرف على الطلبة ذوي صعوبات التعلـّم

اختبار الينوى للقدرات السيكو - لغوية :
يعتبر اختبار الينوي للقدرات السيكو - لغوية من الاختبارات المعروفة في ميدان صعوبات التعلـّم ، إذ يستخدم هذا الاختبار لقياس المظاهر المختلفة لصعوبات التعلـّم وتشخيصها ، وقد صمم هذا الاختبار من قبل كيرك وآخرون ، ويصلح للفئات العمرية من 2 - 10 سنوات / أما الوقت اللازم لتطبيق المقياس فهو ساعة ونصف ، وأما المدة اللازمة لتصحيحه فهي من 30 - 40 دقيقة ، ويتكون المقياس من 12 اختبار فرعي تغطي طرائق الاتصال ومستوياتها العمليات النفسية العقلية .

اختبار ما يكل بست للتعرف على الطلبة ذوي صعوبات التعلـّم :
ظهر مقياس ما يكل بست للتعرف على الطلبة ذوي صعوبات التعلـّم في عام 1969 ، ويهدف هذا المقياس إلى التعرف المبدئي على الطلبة من ذوي صعوبات التعلـّم في المرحلة الابتدائية ، ويعتبر هذا المقياس من المقاييس الفردية المقننة والمعروفة في مجال صعوبات التعلـّم .

الخطة التربوية الفردية :
بناءً على المعلومات السابقة حول التلميذ يجب إعداد خطة تربوية فردية لكل تلميذ يتلقى خدمات البرنامج مبنية على نقاط القوة والاحتياجات الأكاديمية وغير الأكاديمية مع الأخذ بالاعتبار الخلل في المهارات النمائية إن وجد، وتزويد ولي أمر التلميذ ومعلمه في الفصل بصورة من الخطة التربوية الفردية، مع مراعاة التالي:
1-المعلومات الأولية عن التلميذ والتي تشمل على:اسم التلميذ،الصف،عمره،المادة،اسم المدرسة،العام الدراسي،المستوى الفعلي للتلميذ،أسماء المشاركين في الخطة.
2- جدول حصص التلميذ في غرفة المصادر.
3- نقاط القوة ونقاط الاحتياج ويراعى التالي عند كتابتها :
أ.يجب أن تكون نقاط الاحتياج مبنية على نتائج التلميذ في اختبارات التشخيص الأكاديمية.
ب. يجب مراعاة تسلسل نقاط الاحتياج حسب تسلسل المهارات للمنهج الدراسي وكذلك تدرجها من حيث الصعوبة.
ج. التركيز على نقاط القوة داخل نقاط الاحتياج والتي لها علاقة بنقاط الضعف،
د. معرفة نقاط القوة عند التلميذ إن وجدت عن طريق الاختبارات التي تقدم له،فالتلميذ لا يتوقع منه معرفة قراءة الأعداد المكونة من رقم واحد وحتى ثلاثة أرقام بدون تقديمها له على شكل اختبار.
هـ.حصر النقاط الأكاديمية فقط،أما النقاط الأخرى فسبق التطرق لها في مرحلة جمع المعلومات وتقديم الاختبار النمائي.
4 -الأهداف التربوية :
يعرف الهدف التربوي بالتغيير المراد استحداثه في سلوك المتعلم،أو فكره،أو وجدانه وتنقسم الأهداف التربوية إلى ثلاثة أقسام:
1. الأهداف بعيدة المدى
2. الأهداف قصيرة المدى
3. الهدف التدريسي

الأهداف بعيدة المدى:
هي أهداف شاملة طويلة المدى، تحدد المطلوب من التلميذ في نهاية الخطة أو العام الدراسي.

الأهداف قصيرة المدى:
وتشكل بمجموعها الأهداف التربوية، وتترجم الأهداف التربوية قصيرة المدى إلى أهداف تدريسية.

الهدف التدريسي :
هي عبارة تصف ما يتوقع أن يكتسبه التلميذ من مهارات أو معلومات في نهاية فترة محددة كدرس واحد. ويجب مراعاة التالي أثناء صياغة الأهداف التدريسية :
أ- تحديد المهارة كماً ونوعاً ولا يمكن جمع مهارتين في هدف واحد(يجب أن لا يكون الهدف مركباً )
ب-أن يحتوي الهدف على فعل إجرائي(يحل،يقرأ،يقارن)
ج-معيار الأداء المقبول.
د-التاريخ المتوقع لتحقق الهدف.
هـ-كيفية قياس الهدف.

كيف نغير نظرتنا لذوي الإعاقة؟



تشير التقديرات العالمية الى تزايد الافراد ذوي الاحتياجات الخاصة في العالم .حيث بلغ عددهم حتى نهاية عام2006 الى (,600) مليون أي أن نسبتهم تشكل 10% من سكان العالم. لذلك يجيب علينا ان نأخذهم بعين الاعتبار عند وضع استراتيجيات التنمية, والا بقي المجتمع دون تحقيق التنمية حقيقة .وقبل اشراكهم في عملية التنمية لابد من تغير نظرتنا تجاههم وقبولهم حتى يستطيعوا الاندماج في المجتمع .

تغير نظرة المجتمع لذوي الاعاقة مع مرور الزمن :
عانى ذوو الاحتياجات الخاصه منذ اقدم العصور من الاساءه والاهمال والاستهزاء, فقد قال افلاطون أن ذوو الاحتياجات الخاصه يعتبروا ضررا على دولته المثالية .ولم يسمح لهم بالتعلم أو الزواج . الا ان هذه النظره تغيرت مع تطور العلم والعصر كما أن هذا التطور شمل الدول النامية والاقل تقدما الا إنه ما زال طفيفا وبوجه عام عام أصبحت النظرة أكثر إنسانية عما كانت عليه في السابق وأكثر استنادا على العلم والقوانين بعد أن شهد التاريخ البشري بالخرافات واساءة معاملة الافراد ذوي الاعاقات .وعلى وجه التحديد شهدت العقود الخمس الماضية بذل جهود الصعيد الدولي لتحسين نوعية حياتهم واصبح العالم يتحدث عن مجتمع للجميع ومدارس للجميع .واصبح لهؤلاء الاشخاص حقوق نعترف بها المجتمعات المعاصره من اهم هذه الحقوق :الحق في ان يعامل كإنسان , والحق فيالانتباه الى ,والحق في النمو والتطور ,والحق في التعليم المناسب , والحق في الرعاية الصحية .والحق في الحماية من التمييز ,والحق في الترويح عن النفس.

كيف نغير نظرة المجتمع لذوي الاعاقات ؟!
من خلال توعية افراد المجتمع بمحموعة من المهارات والمعلومات والخبرات التي يتم اكتسابها لافراد المجتمع بشكل عام ولذوي العلاقه بمجال الاعاقات بشكل خاص:
*كالاباء والاهل
* الاخوة
* الاصدقاء
* والمعلمين
*والجيران
بهدف تبصيرهم بفئات ذوي الاحتياجات التربوية الخاصه وخصائصهم والاثار الناتجة عن الاعاقة على المعاقين واحتياجاتهم التربوية الخاصة


ولقد بدأ المجتمع في تغيير نظرته نحو ذوي الاحتياجات الخاصه في ظل اعتبارات اساسية هي :
1- ضرورة إعادة النظر في قضية الاعاقه من جديد وذلك بتناولها من زاوية الدفاع الاجتماعي في مواجهة الاعاقة.
2- ضرورة تبني وصياغة اكثر الاستراتيجيات مرونة وقدرة على مواجهة الاثار الاجتماعية المتوقعة نتيجة التطور في حجم المشكلة .
3- يجب ان تعمل التربية على تعليم و تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصه تأهيلا وتربويا يساعدهم على الانضمام لسوق العمالة حتى لا يكونوا فئة من العاطلين .

وخلاصة القول ان العمل على تغيير اتجاهات المجتمع نحو المعاق هي مسؤلية المجتمع بشكل عام و مسؤلية الخبراء والاختصاصين بشكل خاص , و وسائل الثقافة العامة والعائلية في مجال التربية الخاصة المعاصره لمحاربة الاتجاهات السلبية وتدعيم الاتجاهات الايجابية في التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة

للكاتب : شيماء الرواس
المصدر : أطفال الخليج

المراجع:
1- يوسف ,سليمان عبدالواحد .سيكولوجية الإعاقة العقلية .المنصورة :المكتبة العصريه 2010.
2- الماريه ,ايمن احمد واخرون . الذاكره و ما وراء الذاكره لدى المتخلفين عقليا الاسكندريه :دار الوفاء:2010 .

الأحد، 24 أغسطس 2014

نظرة حول الظاهرة الدينية

من الصعب التحدث عن الظاهرة الدينية بشمول لأن مثل هذا الموضوع الذي يعكف عليه الباحث لسنوات ويخرج لنا بنتيجة لا تتجاوز عدد من الصفحات حول الدين وظاهرة التدين ووو, لن أستطيع أنا بقامتي الفكرية والأدبية المتواضعة أن أطرح مثل ذلك لذا سيكون حديثي موجزاً في جوانب مختلفة,
من الأمور الثابتة في الحياة الإنسانية هو تساؤل كل أمة من الأمم الفانية أو الباقية عن سر الوجود ومحاولة البحث عن طريق الحق, هذا البحث الإنساني عن سر الوجود البشري أمر طبيعي وتلبية للجانب الروحي الذي يتكون منه الإنسان فهو لا يقتصر على الجانب المادي و البحث عن وسائل الإشباع المادي فقط, فالاتزان الذي يحدث نتيجة الإجابة عن هذا السؤال أمر لابد منه ومن ينكر ذلك فهو جاهل بحقيقة الطبيعة البشرية, فكانت الظاهر الدينية هي الوسيلة الوحيدة لحل اللغز وملء الفراغ الروحي لدى الإنسان فهي ليست وليدة اليوم بل ظاهرة أزلية جاءت مع الإنسان وتنتهي بفنائه, إذا أردنا اليوم أن نعرف كيف نشأ الدين لا بد أن نرجع للوراء ونستحضر أمامنا أقدم الأمم ونقوم بدراسة تحليلية دقيقة حول الطبيعة الدينية لدى تلك الأمم وبالفعل أجريت دراسات وأبحاث في هذا الجانب إلا أن النتائج كانت متضاربة , فقد سادت في القرن الثامن عشر وجهة نظر ترى بأن الدين هو من اختراع الشعوب والجماعات بغية فرض قوانين أخلاقية رادعة, ومنهم من يرى أن الدين اخترعه الأغنياء ليلهى به الفقراء عن المال وكان فولتير يرى بأن تفكير الناس في المادة سبق تفكيرهم في الدين والمعتقد وكل هذه مجرد أقاويل لا تستند على دليل يثبت صحتها , من جانب آخر أكدت العديد من الأبحاث أن فكرة الإله الأعلى وجدت لدى شعوب متأخرة جدا ,( تذكرت ما قالته زميلتي عن إحدى البرامج التلفزيونية الذي عرض حياة قبيلة بدائية جداً تعيش في الغابات كانت تؤمن بالإله الأعلى), بالرغم من وجود خلاف بين مذهبين حول التوحيد هل كان فطرياً أم تطورياً فيرى أتباع المذهب التطوري التصاعدي بأن الدين بدأ بعباده الحجر والأوثان إلى أن وصل للتوحيد وفكرة الإله الأعلى بينما يرى أتباع المذهب الآخر أن التوحيد هو ما فطر عليه الإنسان أما الشرك وعباده الأوثان إنما هي أعراض طارئة نحن بالطبع ننتصر للقول الثاني وهذا ما يثبته قوله تعالى (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) و قول النبي فيما يرويه عن ربه( إني خلقت عبادي حنفاء كلهم، فاجتالتهم الشياطين وحرمت عليهم ما أحللت، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً), فآدم عليه السلام حينما أنزله الله كان يحمل العقيدة الصحيحة توحيد الله وحده لا شريك له وهذا ما فطر عليه البشر (ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه ), لكن ما هي الدلائل التي تثير في النفوس البشرية نزعة التدين؟
هناك خمسة مذاهب تناولت هذا الجانب أو بالأحرى خمسة مدارس لن نستطيع هنا الإسهاب بل سنكتفي بإعطاء فكرة موجزه وبسيطة
أولا:المذهب الطبيعي والذي يرى أن التأمل في الكون والطبيعة أو الكوارث من زلازل وفيضانات هو ما يجعل الإنسان ينزع للتدين والإيمان بأن هناك قوة غيبية وراء هذه الطبيعة تتحكم في هذا الكون بحركاته وسكناته.
ثانيا:المذهب الروحاني والذي أستدل على حياة الخلود والقوة الغيبية بأرواح الأموات, يعتقد أتباع هذا المذهب أن أثناء النوم تفارق الروح الجسد وهذا أمر ثابت, و أنه حينما يحلم المرء أثناء النوم فإن روحه تنتقل للحلم فحلم الإنسان بالميت هو دليل على حياة الروح بعد فناء الجسد فالموت في الحقيقة هو مفارقة الروح الجسد وكلا منهم يرجع لعالمه الطبيعي الجسد في هذه الأرض والروح لعالم الأرواح, أيضا يؤمنون بوجود الأرواح الشريرة والأرواح الطيبة إن صح لنا التعبير يقصد بهم(الشياطين, الملائكة).
ثالثا:المذهب النفسي يعتقد أنصار هذه النظرية أن نزعة التدين تنشأ من النزاعات والصراعات التي يتعرض لها الفرد في حياته بين إرادته ورغبته الداخلية والتأثيرات الخارجية, هذا الألم المستمر الذي يشعر به الإنسان يكون كالشرارة المضيئة في نفس الإنسان يكسبه هذا التدين إيمان وثقه لإكمال مسيرة حياته , كذلك لدى ديكارت نظرية أساسها نفسي فطري كما يقول وهي تتعلق بمسألة الكمال البشري, فمن الطبيعي أن الناقص لن يعرف أنه ناقص إلا إذا عرف من هو الكامل أو أدرك ما هو الكمال يرى ديكارت أن النزعة للكمال والمثالية أمر فطري لدى البشر قد جبلوا عليه وهذا دليل على وجود مثل أعلى يتصف بكل صفات الكمال, ومن الجميل أن نتذكر النموذج المثالي في الإسلام " المؤمن الصادق" هو من يسعى دوما للتخلق بمقتضى صفات الله والذي يحب أن يتحلى بها عبادة كالكرم والجود والعفو والرحمة والقوة والعلم وو , (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ).

رابعا: المذهب الأخلاقي يرى الفيلسوف الألماني كانت أن الوجود الإلهي والدين ليس موضوعا علميا يثبت بالبرهان والتجربة بل هو إيمان عقلي ومسلمة, فقد قام كانت بنسج 3 عوامل لإثبات وجهة نظرة :
_أن الطفل فطر على معرفة الخير من الشر والتمييز بين المستحسن والمستقبح .
_ أن هدف الإنسان هو الوصول للخير الأعلى ولأن الإنسان لا يستطيع في حياته القصيرة من تحقيق هذا الهدف ففكرة الخلود لابد منها لإثبات ذلك.
_حينما يسعى الإنسان للخير الأعلى تكون له الفضيلة والسعادة نتيجة محتومة على ذلك ولأن اليوم نرى الفضيلة مقترنة بالفقر والتعب والسعادة بالفساد والخطايا لابد من الإيمان بمبدأ أعلى تخضع له الطبيعة لتحقيق التوازن فالإيمان بالله هو المطلب الأساسي لمعقولية هذا النظام الأخلاقي.

خامسا: المذهب الاجتماعي يرى أنصار هذا المذهب بأن تجانس الفرد مع الجماعة لحد الانصهار يسلخ الفرد من كل اتجاه فردي ويجعل من اتجاه الجماعة هو السائد ومن هنا نبعت فكرة التدين حيث يعتقدون أنها من صنع الجماعة للمحافظة على قدسية الجماعة في الأجيال وما يحدث في الأعياد لدى بعض القبائل من انتهاك للحرمات والمقدسات لن يكون إلا بدافع ديني وهذه حجه ضعيفة وواهية وهذا الرأي ذهب له صاحب المدرسة الاجتماعية بفرنسا مع أن العديد ممن ينتمون لهذه المدرسة نفوا أن يكون العنصر الاجتماعي وراء كل الظواهر الدينية وإن كانت الجماعة تلعب دور كبير في الظواهر الدينية بالمحافظة على أصولها ومبادئها ولا أحد ينكر ذلك, فهم يرون تشابه كبير بين التقديس الديني وتقديس الجماعة وذلك أن الدين يفرض على الفرد طقوس معينة لا تتبدل وأن الجماعة أيضا تفرض بعض الطقوس المتوارثة وفي المجمل ما تستند عليه هذه المدرسة ضعيف جدا لا يقنع به عاقل.
كل تلك المذاهب ترى أن الدين من صنع الإنسان وهو من سعى له ولكن المذهب الأخير وهو مذهب الوحي يؤكد أن الدين هو من نزل على البشر بالوحي والرسالات السماوية, والمذاهب السابقة هدفها الأساسي توضيح الدلائل التي أثارت نفوس البشر نحو الظاهرة الدينية و الأيمان بعالم ما وراء الطبيعة.

عموماً هذه المقالة قد لا تفيد القارئ كما تفيد كاتبها لأنني وقبل كل شئ أردت ترتيب أفكاري حول هذه الظاهرة لأني تعرضت لعصف قوي بعد قراءة بحث الدكتور محمد دراز رحمه الله في الدين وهو أفضل ما قد تقرأه في هذا الجانب خاصة.